(1)
لأن القط توم لن يتمكن من قتل الفأر چيرى أبداً، هذا سيؤدى إلى إختلال موازين الكون بكل تأكيد...!
(2)
هل تراه؟ إنه هناك، هو عدوّك اللدود، يتربص بك ويريد القضاء عليك إذا تمكن منك...
تقول أنك لا ترى شيئاً؟ لابد أنه ماهر حقاً! سيقضى عليك حتى أسرع مما توقعت. مازلت لا تراه حتى الآن؟ يالك من طفل أحمق مصاب بالعمى!
إذهب للإختباء هناك بسرعة! بل هناك! هل تسمع خطواته؟! هو قادم فى طريقه ليدمّرك بلا شك!
حسناً، أرى أنك بدأت تشعر بوجوده الآن، بدأت ترى آثاره وتسمع خطوات أقدامه، بدأت تراه فى خيالك وحشاً كبيراً يريد إلتهامك، بدأت تخافه، الآن بدأت تفهمنى...
(3)
إن الإنسان بطبيعة تكوينه يحتوى على طاقة سلبية خرافية يجب أن يقوم بتفريغها فى أحد الإتجاهات حتى يستقر نفسياً، ومن هنا نكتشف أنه هناك دائماً شيطان خاص بكل جماعة، وحسب كل بلد وكل ظرف سياسى، حتى يستطيع الإنسان تفريغ تلك الطاقة السلبية تجاهه. قد يزداد عدد الشياطين عن واحد فى حالات نادرة جداً، ويتم ضمهم فيها تحت مظلة واحدة لتوحيد قِبلة الكراهية فى إتجاة واحد. بحثت فى اللغة العربية ولم أستطع الوصول إلى لفظ يصف ما أتحدث عنه، ولكن أعتقد أن الكلمات الأقرب موجودة فى اللغة الإنجليزية وهى كلمات Archenemy أو Nemesis.
nem-e-sis
[nem-uh-sis]
noun, plural nem-e-ses [nem-uh-seez].
1. something that a person cannot conquer, achieve, etc.: The performance test proved to be my nemesis.
2.
an opponent or rival whom a person cannot best or overcome.
الحقيقة أننا بحاجة إلى الشيطان، لابد من وجود كيان ما تكرهه حتى تستمر فى الحياة، هو نوع من الإتزان الكونى الطبيعى الذى لن تفهمه أبداً. نجد أنه حتى الديانة المسيحية -وهى دين المحبة الذى لا مكان فيه لكلمة الكراهية- لم تتمكن من إنكار أو كبت تلك الطاقة السلبية التى يبدو وكأنها تولد مع الإنسان، بل تم توجيهها بالكامل تجاه كيان (عدو الخير) الذى يقوم بإغواء الإنسان بإستمرار ليفعل الخطايا.
فى رواية 1984 العبقرية للكاتب چورچ أورويل، نجد أن شيطان الرواية هو "جولدشتاين" عدو الشعب رقم 1، وهو –بحسب الرواية- شخص كان من أعضاء الحزب الداخلى ثم أنقلب على الحزب، وأسس تنظيم سرى يحاول عن طريقه هدم كيان الدولة. فى الرواية -وبطريقة چورچ أورويل العبقرية- يصف لنا كيف أنه كانن الحكومة تُخصص وقت يومى بشكل منتظم يسمى دقيقتان الكراهية (Two Minutes Hate) حيث يقف الجميع أمام شاشة بها صورة جولدشتاين عدو الدولة، ويقوم الجميع بالصراخ وإلقاء الأشياء ناحية الشاشة لتفريغ كراهيتهم.
فى نهاية الرواية وأثناء تعذيب بطل الرواية "وينستون"، يعرض عليه معذبوه أن يجيبوه على أى سؤال يريد أن يعرف إجابته، فيطلب البطل من معذبيه أن يعرف: هل جولدشتاين هذا حقيقى أم هو أكذوبه إخترعها الحزب؟ فيرفضون إجابته على هذا السؤال بالذات.
Winston: Does the Brotherhood exist?
O'Brien: That, Winston, you will never know. If we choose to set you free when we have finished with you, and if you live to be ninety years old, still you will never learn whether the answer to that question is Yes or No. As long as you live it will be an unsolved riddle in your mind.
كذلك تعرض لنا الرواية حالة الحرب المستمرة بين الدولة العظمى التى يعيش بها بطل الرواية (أوشيانيا) وإحدى الدول العظمى الأخرى أياً كانت (شيطان آخر خارجى) فى لعبة لا تنتهى أبداً من التقدم والتقهقر والمناوشات، لابد من وجود عداوة كبرى ما، لابد.
(4)
لو أسقطنا الأمر على الساحة السياسية الآن فالشيطان أصبح هو الإخوان المسلمين، بينما من سنة كان الشيطان هو المجلس العسكرى، وقبلها بسنة أخرى كان نظام مبارك والحزب الوطنى. أعط الناس شيطاناً يكرهوه، إياك أن تحاول خنق الطاقة السلبية وإلا سيحدث إختلال عقلى مؤكد، بل قم بتوجيهها حسبما شئت لمصلحتك الشخصية. إخلق عدواً خارجياً ما لتوحّد الناس ضده تحت رايتك. حتى لو شاءت الصدف أنك كنت عدواً قديماً لهم فى الماضى فبمجرد خلق الشيطان الجديد يتم تفعيل مبدأ "انا وأخويا على إبن عمى إلخ..." أوتوماتيكياً وتتجه طاقة الكراهية إليه.
الشيطان هو النادى الأهلى إن كنت زملكاوياً والعكس صحيح، هو تونس فى كرة القدم إن كنت مصرياً عموماً، هو الإخوان فى أيام حُكم عبد الناصر، هو إسرائيل فى أيام حُكم السادات، الشيطان هو - فى محل عملك - ذلك القِسم الآخر اللعين الذى لا يسمح لك أن تخطىء أمامه "لأنهم عدونا اللدود وسيصطادون أخطائنا ويفضحونا فإحترس منهم"!
(5)
هل ترى الشيطان المتربص بك؟ هو يريد تدميرك...
فإحترس...
وأدخل تحت مظلتى وتوحّد معى...
حتى أحميك منه...
انا ملاذك وحمايتك...
انا الأخ الأكبر...
(6)
"Deep in my heart I know Osama bin Laden is on the run, if he's alive at all. Who knows if he's hiding in some cave or not; we haven't heard from him in a long time. And the idea of focusing on one person is -- really indicates to me people don't understand the scope of the mission. Terror is bigger than one person. And he's just -- he's a person who's now been marginalized.
George W. Bush
Press Conference - March 13,2002
"فى أعماق قلبى انا أعرف ان أسامة بن لادن إن كان حياً فهو حر طليق. من يعلم إن كان يختبىء فى كهف أم لا؟ فنحن لم نسمع منه منذ فترة طويلة. وفكرة التركيز على شخص واحد توضح لى حقاً أن الناس لا تفهم هدف تلك المهمة. الإرهاب أكبر من مجرد شخص. أما هو فمجرد شخص تم الآن تهميشه."
چورچ واكر (دبليو) بوش
من مؤتمر صحفى أقيم فى 13 مارس 2002
(7)
"سفن حربية أمريكية ترسو قبالة سواحل مصر"
الصحف والقنوات العاملة لحساب النظام السابق وقت إشتداد الإحتجاجات ضد النظام
الخامس من فبراير 2011
(8)
“Mankind, that word should have new meaning for all of us today. We can't be consumed by our petty differences any more. We will be united in our common interest.
We will not go quietly into the night! We will not vanish without a fight! We're going to live on, we're going to survive. Today we celebrate our independence day!”
President Thomas Whitmore – Independence Day (Film – 1996)
"الجنس البشرى، تلك الكلمة يجب أن يكون لها معنى جديد لنا جميعاً الآن. لا يمكن أن نسمح لخلافاتنا التافهة أن تستهلكنا بعد الآن بل سنتوحّد تحت راية مصلحتنا المشتركة. لن نضيع ونحن صامتون، لن نختفى بدون معركة، بل سنستمر فى الحياة، وسننجو. اليوم، نحتفل بيوم إستقلالنا..."
الرئيس الأمريكى توماس ويتمور
الخطبة الحماسية الشهيرة من فيلم يوم الإستقلال (1996)، بعد توحّد أهل كوكب الأرض ضد إحتلال الكائنات الفضائية!!!
اندرو چورچ
26/07/2013