09 سبتمبر 2010

حالة


ده مش شعر ولا نثر، ولا قصة قصيرة ولا طويلة، ولا أى حاجة أعرف لها إسم، انا بصراحة مش عارف اية العك ده أصلاً، لكن ده الناتج الطبيعى لما تقلق من النوم فجأة الساعة 4 الفجر وتقرر إنك تفتح وورد !

حالة
  
(1)
اليوم أقابلها...
كعادتى وصلت مبكراً وأخذت فى الإنتظار،
(هذه الساعة اللعينة، لماذا تسير بهذا البطء؟)
لم أرها ولم أحادثها منذ فترة طويلة،
لماذا صارت لقاءاتنا متباعدة هكذا؟
لماذا أصبحت انا فقط من يطلب اللقاء،
وهى لا تهتم بأن نتقابل؟
لماذا أشتاق انا دائماً،
وهى لم يعد يبدو عليها الإشتياق؟
لابد أننى ضايقتها بغبائى المعتاد دون أن أقصد!
لكن لا يهم...
اليوم سأقرأ لها القصيدة التى كتبتها من أجلها،
وسوف تنسى كل ما يضايقها،
ثم يعود كل شىء كما كان وأفضل،
ها هى قد أتت!

(2)
اليوم قابلته...
كعادته قفز كالطفل بمجرد أن رآنى،
نفس المكان...نفس الكلام،
لماذا صارت أشعاره مكررة فجأة هكذا؟
لماذا صارت نكاته قديمة فجأة هكذا؟
ولماذا لم يعد كلامه غير ذا معنى بالنسبة لى؟
لماذا صار كل شىء سخيفاً؟
لقاءاتنا كالواجب الذى اؤديه على إمتعاض،
صرت أشعر بالملل من مجرد جلوسى معه،
قديماً كنت أشعر بالإنبهار ناحيته،
والآن...لا شىء!
أصبح كالفيلم الذى شاهدته مئات المرات من قبل،
كالكتاب الذى قرأته حتى مللت منه تماماً،
كم أتمنى أن نعود كالسابق،
لكن مشاعرى ليست شيئاً يمكننى التحّكم به...

(3)
ما معنى تلك النظرة يا حبيبتى؟
ولماذا التعليقات السمجة على كل ما أنطق به؟!
حاولت أن أمازحها منذ بداية جلستنا،
لكن يبدو أن نكاتى لم تعد تضحكها!
أخبرتها أننى كتبت لها قصيدة جديدة،
لم يبدو عليها التأثر!
قرأتها...
لا شىء!
يبدو أنها لم تعد تهتم
لم يعد يظهر عليها التأثر القديم بكلامى
ألست انا شاعرك؟
ألست انا فارسك؟
أليس هذا ما كنتِ تخبرينى به دائماً؟
ما الذى حدث إذاً؟؟
شىء ما قد تغيّر...

(4)
نعم لم أعد أشعر تجاهه بأى شىء،
ولا أعلم لماذا!
ونعم...هناك شخص آخر،
إنه أكثر هدوءاً ونضجاً، وليس متطلباً مثله،
وربما لو طلبت منه أن يتسلق الهرم لأجلى،
لفعل...
لكن الآخر كان سيتعلل بكسله!
ولو طلبت منه أن يحضر لى جوهرة من قاع البحر،
لفعل...
لكن الآخر يغرق فى شبر ماء!

(5)
لماذا صرنا هكذا؟
بل لماذا صرتِ أنتِ هكذا؟
أفجأة أصبحت انا مليئاً بالعيوب؟
أفجأة اختفى كل ما كنت تمتدحينه فىّ فى السابق؟
كل شىء أفعله هو تصرف أحمق،
وكل تعليق أقوله هو تعليق غبى،
وكلما شكوت تتهمينى بأننى أصبحت كثير الشكوى،
والآن المطلوب منى أن أصمت،
وأن أقبل كل ما يحدث ولا أفهمه،
لكن سأحتمل، سأحتمل لأجلك،
فبالتأكيد كل هذه ظروفاً عابرة،
لقد مررنا بالاسوأ ونجونا معاً،
وكل مرة كنا نعود ونتمسك ببعضنا البعض أكثر،
بالتأكيد هذه المرة كسابقاتها...

(6)
لابد أن أكون صريحه معه،
لم أعد أريده،
لكن ليكن هذا سريعاً،
حتى لا أعذبه أكثر من ذلك،
فالقسوة ليست من طباعى،
حبيبى...باى!

(7)
رَحَلَت!!!!!!
وتبدأ الحلقة المفرغة...
لماذا فَعَلَت ذلك؟؟
شعور بالبلاهة، عدم التصديق، عدم الفهم،
أطنان من الحزن تجثم على صدرك،
وتمنعك من التنفس،
ودموع تهرب منك عندما تكون وحيداً،
لكنك تقنع نفسك بأنك أقوى من ذلك،
وأن الزمن يداوى كل شىء،
ثم تعود مرة أخرى لتسأل لماذا فعلت ذلك...
متى سأخرج من تلك الدائرة؟؟

(8)
اليوم يوم زفافى،
اليوم بداية حياتى،
زوجى العزيز...
كنت أظن أن حياتى قبلك ذات قيمة،
لكن كم كنت حمقاء،
وكم فى الماضى بنيت قصوراً فى الهواء،
لكنى رميت كل هذا من أجلك،
فما سبقك لم يكن يستحق على أى حال!

(9)
ويمضى الزمن...
تَرَكَت فىّ جرحاً غائراً لكنها علمتنى الكثير؛
علمتنى أن هناك حسابات أخرى،
علمتنى أن حبى الطفولى الأحمق
لم يكن يصلح لهذا العالم،
لم أستطع التغلب على هذا الجرح العميق بسهولة،
فالألم يعود من كلمة أو أغنية أو رائحة لها ذكريات ما،
لكن كل شىء يضيع مع الوقت،
ولا يبقى فى النهاية سوى ذكريات،
و...
"عندى ليك عروسة"!

(10)
لماذا تطاردنى تلك الأغنية؟
كلما سمعتها صدفة تذكرته...
أحياناً أفتقده،
فى وقت ما كان يفهم ما أريد قوله دون أن أنطق،
كان يشعر بحزنى دون حتى أن يرى وجهى،
وكان دائماً ما يُضحكنى.
ما الذى جعلنا نفترق؟
لا أذكر حقاً!
ثم لماذا أفكر فيه أصلاً،
ألست أمتلك كل شىء؟
لماذا أحلم بعالم آخر،
أليس هذا هو العالم الذى تمنيت أن أعيشه؟
مين أين يأتى هذا الشعور الموحش إذن؟
لماذا يزورنى هذا الإحساس بالغربة وانا فى منزلى؟
ذلك الشعور بالخواء
مازلت أذكر حينما كان...
اللعنة!
علىَّ إحضار الأولاد من الحضانة !

(11)
تَزَوَّجْتها!
هى لا تشاركنى نفس إهتماماتى،
ولكنها طيبة القلب
أحياناً أجرحها،
لكنها تتحملنى بشكل لم أعهده من قبل،
وأحياناً تجعلنى أريد خنقها،
لكننا نعود ونتصالح سريعاً،
تتحمل المسئولية ومحبوبة من الجميع هى،
لكنى لا أستطيع الهرب من فخ المقارنة...
كلما تذكرت حبيبتى القديمة شعرت بشىء ما مفقود،
ذلك الفراغ الذى لا يمكن وصفه،
ولن يستطيع أحداً أن يملأه.
لابد أنه الطمع البشرى المعتاد!
لكن من هذا الذى يحصل على كل شىء؟
لابد أن أحمد الله على هذه الزوجة الرائعة،
وعلى هؤلاء الأطفال الرائعين...
سأفعل كل ما بوسعى لإسعادهم،
فهؤلاء هم عالمى الآن،
وليذهب جرحى القديم...إلى الجحيم!

أندرو جورج
08/08/2010

 
ليش الحب الاول مابيرضى يفارقنا
بيرجع من الاول عالماضى يفيقنا
نكبر مهما كبرنا بيرجعنا صغار
بيصير يذكرنا بيرمينا بالنار
وبناره بيحرقنا .. بيحرقنا
ليش الحب الاول مابيرضى يفارقنا

(جوليا بطرس - ليش الحب الأول)

Video


Mp3