16 ديسمبر 2011

فزّورة الشجرة اللى عايزه قطعها


معظم النار من مستصغر الشرر: عن المشكلة التى لا يراها أحداً كمشكلة -
هو: يسير فى الشارع وعيناه تبدوان مثبتتان فى منتصف رأسه، بينما هما فى الحقيقة تتقافزان فى جميع الإتجاهات ناظرين إلى الفتيات يميناً ويساراً. تجول بفكره للحظة خاطرة تجعله يتعجب من نفسه، فهو يذكر جيداً كيف إنه فى أوج فترة مراهقته نفسها منذ عشر سنوات لم يكن ينظر للفتيات بتلك الكثافة البشعة رغم أن وقتها كان مقدار التحرر أكثر بكثير من الآن، فماذا جد الآن حتى أصبح يسير متفحصاً كل شبر من كل فتاة وسيدة تمر أمامه رغم أنهم تغطوا أكثر بكثير عما كان الحال عليه منذ عشر سنوات ؟

ينفض عن رأسه تلك الفكرة لأنها بدت له متناقضة، وتفسيرها الوحيد هو أن هناك خللاً ما حدث له، وهو لا يرى فى نفسه مشكلة، فالنفس البشرية تأبى دائماً الإعتراف أن بها خطأ ما، لعبة نفسية معتادة تراها كلما حاولت وضع شخص ما فى مواجهة مباشرة مع شياطينه: صدمة وتجهم، ثم محاولات مستميتة للدفاع عن نفسه وإلصاق الخطأ بكل شىء آخر بما فيه أنت شخصياً، يليها إنفجار مدمر لا يستطيع أحد أبداً تقدير قوته أو إتجاهه.

"لقد إزدادت الفتيات توحشاً وعرياً، إلى أين سيأخذونا أكثر من ذلك؟"، تجول تلك الفكرة فى داخل رأسه فى نفس الوقت الذى يحاول فيه بإستماته إختراق ملابس سيدة أخرى ببصره، ليكتشف لاحقاً عندما إلتفتت لتتفحص واجهة إحدى المحلات أنها تعدت الخمسين عاماً، يشعر بالغباء الشديد ثم يصعد إلى منزله.

يقوم بتغيير ملابسه، ويجلس فى صمت إلى جهاز الكمبيوتر الخاص به ليتفحص الفيسبوك. يرى أحد الأصدقاء وقد شارك بإحدى الصور تظهر فيها بعض الشابات المصريات يرتدين البناطيل الجينز العادية، ومكتوباً تحتها مناجاة كوميدية ساخرة ترجو الفتيات أن يقوموا بتوسيع ملابسهم قليلاً، وأن لا يرتدوا الكعب العالى الذى يثير صوته الإنتباه لهم، وأن لا يضحكوا بصوت مسموع، إلخ...

تثير الصورة والتعليق فى نفسه تشفّى وحشى، وراحة داخلية شديدة فى نفس الوقت، كالراحة التى تتركها فينا جرعة ماء بارده فى نهارأغسطس المشتعل. يقوم بمشاركة الصورة عنده هو الآخر مع إضافة تعليقه الكوميدى "أيوة بقى إرحمونا يا بنات ده إحنا زهقنا"، يدخل بعضاً من أصدقاؤه الشباب ليتركوا تعليقات كوميدية مماثلة تثنى على الصورة، وينضم لهم أحد من يدعونهم بالـ"متدينين" ليلعن "فتيات اليومين دول" جميعاً ويشاركنا بأحلامه المتمثلة فى أن تقوم الحكومة القادمة بمنع الفتيات من إرتداء مثل تلك الملابس.

يضحكون بشدة، ثم ينسى الجميع كل شىء، وكأن شيئاً لم يكن...

الناظر إلى الحدث نظره سطحية يرى أن الأمر نمطى، بينما فى الحقيقة تلك الأحداث المتتالية المتكررة لها تأثير متضخم ككرة الثلج: ففى تلك القصة الصغيرة قام جميع المشاركين بها ببساطة وبشكل لا إرادى بترسيخ الفكرة ذاتها مرة أخرى بشكل أقوى بكثير فى عقلهم الباطن: يجب أن نغطى الفتيات أكثر حتى لا نُثار نحن بهذا الشكل، وهنا وجب علينا أن نتوقف قليلاً ونسأل هل ستحل المشكلة بالتغطية حقاً؟


- العَرَض...والمرض -

التمييز بين الأعراض والمرض نفسه هو المفتاح لتحديد أصل المشكلة، ومن ثم حلها، هل الكحة تسببت فى الحساسية أم الحساسية هى التى تسببت فى الكحة؟ إذا إستطعت تحديد أيهما السبب وأيهما النتيجة، تعالج السبب فتختفى النتيجة، والسبب الرئيسى فى كارثتنا هنا هى أن معظم الناس لا يستطيعون التمييز بين السبب والنتيجة.

لذا وجب أن نفصل بين المشكلتين:
1) مشكلة ملابس الفتيات الغير ملائمة (من وجهة نظر الناس بالطبع لأن الموضوع نسبى تماماً).
2) مشكلة الشاب المتحرش، حتى لو كان ذلك بمجرد النظر وبدون أن تلاحظ الفتاة ما حدث.

يدّعى هواة المنع والتغطية أن الثانية نتيجة للأولى، أى أن المرض هو "ملابس الفتيات الغير محتشمة"، وبالتالى ظهر العَرَض متمثلاً فى زيادة التحرشات فى الشوارع، والحقيقة أن المشكلتان منفصلتين تماماً، فإعتبارك أن التحرش بفتاة هو نتيجة لإختيارها لملابسها = تصريح بإنتهاك كل من لا ترتدى ملابس على هوى الشاب المتحرش، نعم هو تصريح، وأقول أنها مسألة أهواء لأن الملابس شىء نسبى تماماً، فحتى التفسيرات الدينية بهذا الصدد تتعدد بين أبناء الدين الواحد.

لا داعى أن أعيد نفس الكلام المستهلك عن مصر الستينيات التى كان أهالينا أنفسهم يرتدون فيها المينى جيب والباديهات ولم يكن يتعرض لهم أحد، ولا داعى أيضاً أن أعيد نفس الكلام المستهلك عن إرتفاع نسب الشذوذ فى الدول التى تجرم وتمنع كل شىء، لأن هذا الكلام قيل كثيراً من قبل وأصبح تكراره مملاً. أنت ترى بالطبع أن من واجبك إسداء النصح والدعوة لأخواتك بغض النظر عن كل شىء، جميل، قم بإسداء النصح وأنشر دعواك كيفما شئت مادامت من تكلمها سمحت لك أن تتكلم معها وأعطتك فرصة أن تسمعك، لأن تلك هى الحالة الوحيدة التى من حقك أن تنطق فيها. وهكذا تكون أديت دورك الدعوى مع الطرف الأنثوى من المشكلة، هل تشعر أنك أديت دورك الآن؟ ممتاز. لكن هل حللت المشكلة حقاً بعد سنوات من زيادة التغطية؟ لا، بل أنه يبدو أحياناً للمتأمل للأمر من بعيد أن نسبة التحرشات تتناسب طردياً مع مقدار التغطية !

هنا يظهر صديقى الخبيث متسائلاً، مدفوعاً بتفكيره المتطرف المعتاد، قائلاً: "أنت تدعو لتعرّى البنات إذن مع إصلاح أخلاق الشباب؟" لأجيبه أن الأمر الآن تحوّل إلى مسألة أولويات بعد أن أثبتنا بالتجربة خطأ دعواكم الفاشلة المتمثلة فى "إخفاء الكارثة بالتغطية"، أيهما إذن يجب أن نعطيه الأولوية الآن: تغطيتهـ"نّ" أكثر وأكثر؟ أم إصلاح أخلاقهـ"م"؟ وأرجوك لا تحدثنى عن ضرورة أخذ الإتجاهين معاً الآن بالذات، فلم يتبقى لك شىء لتغطيه سوى بأن تمنع النساء من الخروج من منازلهم أصلاً !

الآن وقد ثبت ضعف منطق من يطالبون بالتغطية تجدهم يلعبون الكارت الأخير بأن "التغظية لدرء المفاسد بغرض حماية الفتيات من ضعاف النفوس من الرجال". لقد ثبت لدينا بعد أعوام وأعوام من التجربة بالدليل القاطع كذب وتضليل كل هذه الدعاوى، وأدعوكم لتأمل الصورة التالية لشابين يتفحصان ما أستطاعوا رؤيته من إحدى مرأتان منقبتان تسيران فى الشارع، وهو "كعب قدمها" ! هل قامت التغطية بحمايتها حقاً؟ بإمكانى إحضار مئات الصور من تحرشات الأعياد التى تكون باليد وليست بالنظر خلال السنوات الماضية والموجودة فى كل الجرائد، ولسيدات كهؤلاء، فهذه ليست حالة فردية بل هى إتجاة عام، كلما غطيت شيئاً سيبحث عن أى شىء آخر فيها يمكنه رؤيته، مادمت لم تصلح منه هو نفسه !

تأمل الصورة جيداً...
- أوباااااااااااا شفت ياض؟ البت اللى ماشية هناك دى كعبها باين، أيووووووووة، كعب جامد قوى، انا تعبت يا عم من المنظر !
- بص السافلة...ماهى لو كانت بنت محترمة مكانتش كشفت كعبها بالمنظر ده قدام اللى رايح واللى جاى، أستغفر الله العظيم، ما تتغطوا بقى الله يحرقكوا !

بمناسبة هذه الصورة، صدمت صدمة عمرى عندما كنت أناقش أحد الزملاء من أتباع التيار السلفى على الفيسبوك وعرضت عليه تلك الصورة، فقال لى بالنص:

"على فكرة الصورة اللي انت حاططها فوق دي بتأكد الكلام ان البنت دي لو مكنتش مبينة كعبها مكانوش بصوا عليها بدليل انهم سابوا كل حاجه و بصوا على كعبهاو الكلام اللي على الصورة بيثبت أكتر و أكتر لأن في أوروبا فعلا بتبقى لابسة ربع ده و فعلا محدش بيتحرش بيها ...... بس ممكن تقوللي بقه نسبة الزنا هناك كام و هو ده اللي مسببلهم اكتفاء و عدم تحرش بيهم مش انهم مؤدبين و بيغضوا بصرهم ...... و هو ده اللي فيء ناس عاوزانا نوصله و هو اننا نوصل لنسبة الزنا دي علشان منتحرش بيهم في الشارع ...... و نعم التفكير"

أى بإختصار: فى أوروبا لا يتحرشون بالنساء فى الشوارع لأنهم ينامون معهنّ، بينما نحن هنا من كثرة طهارتنا نتحرش بهم فى الشوارع !!!

تأمل جيداً فى كل ما يحدث حولك وتعلّم كيفية قراءة الأحداث وتحليلها، وقتها ستعرف أيهما العَرَض، وأين يكمن المرض...


- "أطالب سيادة الرئيس -أطال الله عمره- بمنع المواقع الإباحية" -
تذكرت أحد المحامين الأغنياء عن التعريف، والذى لا هم له سوى أن يرفع قضية على المطربة الفلانية لأنها ظهرت مرتدية فستان سوارية يُظهِر جزءاً من صدرها على الشاشة، كنت دائماً ما أتمنى الصراخ فى وجهه قائلاً "وإنت كنت بتتفرج عليها ليه أساساً ؟!!"

جلس الشاب إلى جهاز الكمبيوتر الخاص به، وحاول الوصول إلى أحد المواقع الإباحية الشهيرة، ليجد عبارة غريبة تظهر له بأن هذا الموقع ممنوع الوصول إليه، تمتم لنفسه "اللعنة !" وحاول الوصول يميناً ويساراً فلم يتمكن، ظل قرابة الثلاث ساعات يحاول فتح أى موقع إباحى لكنه لم يستطع، فلقد قام جاره صاحب وصلة الإنترنت بمنعها تماماً، نموذج مصغّر للدعوات المطالبة "للحكومة" بفرض الرقابة على الإنترنت بهدف منع المواقع الإباحية عن الشباب.

والآن ما رأيك فى هذا الشاب؟ ما رأيك فى الحجب الذى فرضه عليه صاحب الوصاية؟ هل حافظنا على أخلاقه هكذا؟ أى أخلاق تلك التى نتحدث عنها هنا؟

هل تكمن المشكلة فى "نجاح" الشاب فى الوصول إلى تلك الأشياء؟ أم أن المشكلة متمثلة فى أنه "حاول" الوصول إليها من الأصل؟ إذا كانت مشكلتك كلها متمثلة فى أن تمنعه من "النجاح فى الوصول"، فأنت منافق، لأنك تعلم جيداً أنك مهما فعلت فهناك مئات الطرق ليحصل بها على مراده، وتصعيبك عليه الأمور لا يمثل سوى حافز لمشاعر التحدى الموجودة عند كل بنى البشر وحب خرق القوانين الموجود بشكل متفاوت من شخص إلى آخر، ولنأخذ من الحشيش والخمر مثالاً، الخمور فى مصر ليست ممنوعة وتباع علناً فى المحال وبأسعار رخيصة، ولكن لا أحد يهتم بها نهائياً ومصر تقريباً أقل دولة فى العالم من ناحية إستهلاك الخمور، أما الحشيش، فلا داعى للحديث عنه فكلنا نعلم جيداً نسب إستخدامه. (ملحوظة: لو ظهر نفس صديقنا الخبيث وإعتبر الكلام هنا أنه دعوة لدعم الحشيش والهيروين والكوكايين ونزولهم على دفاتر التموين، سأضطر آسفاً للرد عليه بألفاظ نابية !)

صديقى الخبيث الممل يسأل بطريقته المعتاده: "إذن أنت ترى أن التحضر يعنى إباحة العرى؟؟"

حسناً هذا السؤال أقل غباء نوعاً ما ! فى الحقيقة انا أرى أن قمة التحضر هى مقاطعة العرى. إن قمة التحضر هى أن يقوم أحد المنتجين بإنتاج فيلم هابط مسف ونقوم نحن بإسقاطه عن طريق مقاطعته ثم يتم رفعه من السينما خلال أسبوع من عرضه وذلك لفشله الشديد، هذا هو التحضر الحقيقى، فالتحضر ليس أبداً أن تقوم بمنع نزول فيلم بدور العرض، فقط ليتداوله الشباب جميعاً ليعرفوا سبب منعه!

إذا كنا شعباً إختار لنفسه الحرية حقاً، فلنكن ناضجين فكرياً بالشكل الكافى لنراقب أنفسنا ذاتياً، نحن لا نحتاج لحكومة رقيبة تحجب عن الشعب المراهق ما قد يضره، وتقدم له ما قد ينفعه، فكلنا نعلم جيداً أننا لو حبسنا الشعب كله فى قمقم فسيصل فى النهاية إلى مبتغاه رغم كل شىء.

قم بتربية أولادك على مقاطعة تلك الأشياء تكون قد أديت رسالتك صحيحة وكاملة. وأعلم أنك إذا طالبت بمنعها فكأنك بالضبط تطالب بنشرها أكثر وأكثر.



- "متاكلش قدامى وانا صايم" -

عبارة كوميدية يرددها الكثيرون، على سبيل إدعاء المزاح معظم الوقت، لكنها لا تكون مزاحاً بنسبة مائة بالمائة أبداً، وهى تدل على تفكير ملتوى غريب. وصلت الكوميديا بالأمر منذ حوالى أربع سنوات أن الناس أثنت على سلوك بعض الضباط اللذين كانوا يداهمون القهاوى التى تضم المفطرين فى نهار رمضان، ويقبضون عليهم، ويضربوهم ويسحلوهم فى الأقسام ثم يطلقون سراحهم، وطالبوا الحكومة بتعميم هذا السلوك المريض تحت دعوى حفظ الأخلاق العامة!

إن جوهر الصيام فى جميع الأديان والحضارات واحد: هو تمكين الإنسان من كبح جماح الجسد والشهوات، والسيطرة عليهم وإخضاعهم. فكيف إذن تجاهد ضد شىء غير موجود أصلاً؟ إذا قمت بحبسك فى غرفة مغلقة طوال وقت الصيام تحت دعوى أننى "أحميك" من أن تضعف وتأكل، هل تعتبر صائماً؟ أى أجر تأخذ ولماذا وأنت قد أجبرت تماماً على الصيام، بينما لو كانت واتتك الفرصة لتأكل لكنت فعلتها فوراً؟

انا شخصياً أرى أننى إذا لم تكن الأشياء التى أحاول الجهاد ضدها موجودة، فإن صيامى يعتبر غير ذى قيمة، وذلك لإنتفاء وجود ما أصوم عنه (أى أمنع نفسى عنه) من الأساس !!!! و نعود ونطرح نفس السؤال على صديقى الخبيث: هل تكمن مشكلتك فى منع "نجاح" الشخص فى الوصول للأكل؟ أم أن مشكلتك فى إستعداده للتضحية بالصوم من الأصل؟

إن الشخص الصائم الذى يقوم بتعنيف كل من يفطر أمامه طالباً منه أن يفطر فى الخفاء هو ببساطة:

1) مخادع وكاذب: لأن الله طلب من الصائم أن يكبح جماح شهواته، بينما هو يصرخ مطالباً بإخفاء الأكل من أمامه كأنما يحاول خداع الله مدعياً أنه صائم، ولكن فى الحقيقة هو ليس كذلك نهائياً !

2) أنانى ومنافق: لأنه مُطالَب بشدة بأن ينصح المفطر بالحسنى، لا بإخفاؤه من أمامه. من يطالب بعقاب المجاهرين بالإفطار أو إخفاؤهم لا يهتم سوى بنفسه وبالمظهر العام لا أكثر ولا أقل.

3) ضعيف الإيمان: فإذا كان لا يتحمل رؤية شخص يأكل فى العلن ويرى أن هذا يضعفه ويدعوه للإفطار هو الآخر، ألا يدعونا هذا للتساؤل عما قد يفعله وهو وحده فى المنزل بدون رقيب؟؟

كُن على قدر من القوة يجعل المُفطِر يرى فيك النموذج والقدوة، يجعله يتمنى أن يصبح فى مثل قوتك لا يهتز له جفن، لا أن تبدو أمامه بمظهر الفأر المذعور من خياله!


- محطة تجمّع الخطوط -
يبدو أن صديقنا الخبيث عاد مرة أخرى، أعتقد أننا تكونت بيننا ألفة ما من كثرة ما مررنا به معاً. بالطبع هو يتسائل: "هل يعنى كلامك إتاحة وتسهيل الوصول للخطأ، وذلك لكى ننال البركات العظام عندما نمنع أنفسنا عنها؟"

لم يتحدث أحد عن "تسهيل" الوصول للخطأ، لكن اسأل نفسك لماذا لم يخفى الله الشجرة من أمام آدم ويحل المشكلة كلها من البداية؟ ألم يكن ذلك أكثر سهولة؟ لكن الله لم يفعل ذلك، بل قام بتحذيره من خطورة ذلك، ثم ترك له حرية إتخاذ القرار فقط ليتعلم معنى فكرة الإرادة، "هذا سيتسبب لك فى ضرر، فإذا صممت على فعله فلتتحمل تبعات ذلك".

هكذا فقط تشكلت الطبيعة الإنسانية وعرفنا معنى حرية الإختيار، وعرفنا معنى الثواب والعقاب.

والآن...

هل أستطعت رؤية النمط الفكرى المريض القابع خلف المطالبة بوجوب ((إخفاء)) الأكل من أمام الصائم، و((حجب)) المواقع الإباحية عن الناس، و ((تغطية)) الفتيات أمام الرجال؟؟ هل أدركت الآن الحقيقة خلف ما يطالبون به؟؟

إذا كنت قد لاحظت الخيط الواصل بين كل تلك الأشياء، فلقد حللت الفزورة، فهنيئاً لك.

أندرو جورج
16-12-2011