07 مايو 2012

رد بخصوص "متقولش عليهم بيئة"

الفقرة الأصلية "متقولش عليهم بيئة"
https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=10151796968885001&id=718960000

عندى رد بسيط بس على الناس اللى عمّاله تشيّر الفقرة الصغيرة بتاعة "متقولش عليهم بيئة" اللى كتبتها الأستاذة "رانيا شكرى" وإنتشرت على الفيسبوك بشدة، كأن الكل فجأة بقوا ملايكة ومتقبّلين الـDiversity اللى فى المجتمع، والباقيين وحشين وJudgmental وبيظلموا خلق الله الغلابة.

هو إحنا كنا بننتقد الناس دى لمجرد إنهم فقراء وغلابة وجايين من بيئة بسيطة؟؟ لأ طبعاً وألف لأ، لأن الناس الفقراء والغلابة دول على راس كل واحد فينا من فوق وعلى راسى انا شخصياً من فوق.

إنما معلش لما ألاقى العيال دول بيعدّوا شارع البحر بملابسهم الداخلية (وأحياناً من غيرها!)، وبيدمّروا تماماً أى تمثال جمالى أو معلم سياحى أو حتى نافورة تطولها إيديهم، وييجوا يركبوا الترام يشغّلوا أغانى بصوت مزعج للناس كلها، وينادوا بعضهم بألفاظ نابية خادشة للحياء، ويمشوا فى الشارع يتحرّشوا بكل أنثى يشوفوها بالألفاظ وبالإيد. إزاى عايزين إننا نتقبل وجودهم بالشكل ده فى وسطنا؟

الناس اللى بتطالب بالترحاب بالناس دى هى ناس فاهمة فكرة تقبّل الآخر ومبدأ الـ Diversity غلط خالص، لأن أساس إحترام التنوّع فى البشر هو الإحترام المتبادل، يعنى انا أحترمك وإنت تحترمنى. فيه مثال أحد أساتذتى قالهولى على الموضوع ده هو إنك لو رحت مؤتمر فى دولة عربية ولقيت الناس هناك بتاكل بإيديها تحترمهم ومتتريقش عليهم لأن هما ثقافتهم كده، فى مقابل ده هما كمان لما ييجوا مؤتمر فى مصر أو فى دولة أجنبية مثلاً لازم يحترموا ثقافة الحضور اللى حواليهم وياكلوا بالشوكة والسكينة.

هو ده تعريف التنوّع البشرى وتقبّل الآخر فعلاً.

من حق كل إنسان فقير قد يكون ربنا حرمه من فرصة حياة كويسة زينا -لسبب هو أعلم به- إنه يشعر بالسعادة وده شىء مفروغ منه، وإنه يتمتع بالبحر الجميل اللى ربنا خلقهولنا "كلنا" مجاناً، وإنه يتفسح وينبسط ويتصوّر مع أصدقاؤه فوق كوبرى ستانلى وفى أصغر مول فى إسكندرية لو هو حابب كده...

إنما إزعاج وتدمير وتحرّش؟ وجايين تطالبونا بتقبّل ده؟ لأ طبعاً لازم نميّز الخط الفاصل بين تقبّل الآخر وتدمير نفسنا، الموضوع أكبر بكتييييييير من مجرد مجموعة شباب فقير طيب القلب حب يتصوّر فى المول وشباب معوج بيتريق عليهم زى ما الأستاذة رانيا تفضّلت وكتبت مشكورة فى تعليقها.

وشكراً.

أندرو جورج
07-05-2012