18 أغسطس 2012

تجارب مثيرة للجدل (1) - صناعة التضليل



مقدمة مملة
كيف يتأثر الوعى العام بسهولة بهذا الشكل الغريب ومن الذى يحركه خفية فيجعله ينقلب على فلان ويتقبل فلان بعد أن كان الحال معكوساً؟ كيف يقبل المجندون ببعض الجهات الأمنية تعذيب المواطنين بدون أدنى وخز للضمير رغم أنهم إخوتنا وأولادنا، والمسألة -كما لاحظ الجميع فى الفترة الماضية- كانت أكبر من مجرد طاعة للأوامر؟ إذا إنقلبت الأدوار وأصبح الضحية مكان الجلاد فهل سيكون رقيقاً طيباً لأنه ذاق مرار التعذيب، أم أنه سيتحوّل إلى جلاد أكثر بشاعة؟

أسئلة كثيرة متنوعة كان يطرحها معظمنا أثناء متابعته للأحداث المتسارعة خلال الفترة الماضية، ويعلم الله إلام ستنتهى تلك الفترة العصيبة التى نعيشها. أسئلة لم نجد إجابات شافية لها بل كنا نطرحها دون البحث عن إجابة لها أثناء قراءتنا لخبر أو مشاهدة فيديو هنا أو هناك، إلا أننى أثناء بعض قراءاتى فى أحد الكتب وبالصدفة البحتة وجدت ذكراً لإحدى التجارب الإجتماعية الهامة، وعندما بحثت عنها على شبكة الإنترنت عثرت على مجموعة من التجارب النفسية الخطيرة التى أجريت معظمها فى الخمسين عاماً الأخيرة فسّرت لى الكثير من الظواهر التى لم أكن أفهمها، فقررت تعميق البحث أكثر ومشاركته معكم من خلال سلسلة من المقالات.

تجارب مثيرة للجدل (1) – صناعة التضليل
رغماً عنى صرخت فيه قائلاً: "لماذا لم تتكلم؟؟ لماذا لم تدافع عن شرف الفتاة حينما هاجمها زملاؤك فى المكتب وأتهموها بأقذع الإتهامات؟ أى عباءة على اللحم تلك التى يتحدثون عنها؟ أنت تعرف جيداً أن سبب هجوم معظمهم عليها فى هذا الوقت بالذات هو أنهم صدرت إليهم الأوامر من قياداتهم أن يقوموا بتشوية صورتها لتهدئة الناس لأن مصلحتهم فى تلك الفترة تقتضى ذلك، فلماذا لم تردّ غيبتها فى تلك اللحظة؟ هل خفت منهم أم أنك لا تؤمن بالمبادىء التى تدعى الإيمان بها بما فيه الكفاية؟"
~~  موقف من ذاكرتى أيام الثورة


- مقدمة أشد مللاً -
إذا كان لديك رأى بخصوص شخص/جماعة/قضية ما، ثم وجدت نفسك فجأة بين مجموعة من الناس ترى رأياً مغاير، فهل تتأثر بداخلك ولو بشكل غير مباشر؟ هل إعتدت الدفاع عن رأيك فى مواجهة الآخرين مهما كان رأيك يبدو شاذاً مقارنة بمن حولك، أم أنك إعتدت الإستسلام وتفضيل الصمت (فربما كانوا هم على حق)؟ إلى أى مدى تتمسك بقناعاتك فى مواجهة الآراء المخالفة لرأيك، والتى تبدو كأشياء مسلم بها بين الجميع ماعدا أنت؟

هذا هو ما حاول "سولومون آش" (1907-1996) أحد رواد علم النفس الإجتماعى بحثه فى تجربة مثيرة للجدل تم نشر نتائجها عام 1951، تُعرف بإسم "تجارب آش للإمتثال" (Asch Conformity Experiments).





يعرف الإمتثال أو الإتباعية Conformity فى علم النفس أنه "محاولة مطابقة السلوكيات والمعتقدات الشخصية للفرد إلى تلك التى يراها أنها العادية/الأكثر إنتشاراً فى مجموعته أو مجتمعه"، وهذا يمكن أن يحدث على مستوى المجموعات الصغيرة، كالأصدقاء أو الزملاء على سبيل المثال، أو على مستوى المجتمع بالكامل. هذا التأثير ينتج عادة بسبب الضغط الإجتماعى المحيط بالفرد، والذى يؤثر عليه ويجعله لا يشعر بالراحة فى كونه مختلفاً عمن حوله، وذلك خوفاً من أن يصبح "منبوذاً إجتماعياً" أو  خشية أن يتعرض للنقد أو الهجوم، وبالتالى فهو يبدأ فى التأثر بالتيار العام المحيط به طلباً للشعور الزائف بالدفء والأمان وسط الجماعة المحيطة.

الآن وقد تعرفنا على ماهية "الإمتثال"، يمكننا البدء فى الحديث عن التجربة...


- التجربة -
التجربة ببساطة هى أن تتم دعوة الشخص محل التجربة إلى ما يخبرونه عنه أنه مجرد "إختبار نظر بسيط". يجلس هذا الشخص وسط حوالى 5 - 7 أشخاص آخرين، هم فى الحقيقة حلفاء للقائم بالتجربة، ولكن بالطبع صديقنا لا يعرف هذا ويظن أنهم جميعاً مجرد مشاركين مثله تماماً. ثم يتم عرض صورة مثل تلك الموجودة بالأسفل على جميع الموجودين على أنها إختبار النظر، وعلى المشاركين أن يقوموا بإلإجابة بالترتيب وإختيار أى خط من الخطوط الثلاثة مماثل فى الطول للخط الوحيد فى الجانب.


يقوم القائم بالتجربة بعرض الكارت الأول، ويبدأ المشاركون (الحلفاء والشخص الذى تقام عليه التجربة) بإختيار الخط المطابق والإجابة حسب ترتيب جلوسهم إلى أن يجيبوا جميعاً وتحسب تلك محاولة، ثم يتم عرض الكارت التالى عليهم ويتم سماع إجابات المشاركين مرة أخرى وهكذا. والخطة هى أن يقوم الحلفاء بترديد الإجابة الصحيحة فى أول محاولتين فقط، ثم يقومون جميعاً فى المحاولات التالية بإختيار إجابة خاطئة معينة وتكرارها عبر المحاولة الواحدة، إلى أن يصل الدور فى الإجابة إلى الضحية لنرى رد فعله، فالهدف الحقيقى من التجربة ما كان إلا دراسة مدى تأثير ترديد إجابة خاطئة محددة على حكم هذا الشخص وكيف سيكون رد فعله، هل سيجيب الإجابة الصحيحة بغض النظر عما قاله الآخرون أم سيتراجع أمام هذا الإجماع الغريب على نفس الإجابة؟ تم تكرار التجربة بأشخاص وعناصر أخرى وتنويعات متعددة لدراسة التأثيرات المختلفة.


- النتائج -
النتائج المذهلة التى نشرها العالم الأمريكى عام 1951 كانت كالتالى:
  • 33% من المشاركين وافقوا الأغلبية على الإجابة الخاطئة فى أكثر من نصف عدد المحاولات.
  • 75% من المشاركين وافقوا الأغلبية على الإجابة الخاطئة مرة على الأقل.
  • 25% فقط من المشاركين كانوا مستقلين تماماً وتمسكوا برأيهم عبر التجربة.

تم تصنيف النسبة المتمسكة بآرائها إلى ثلاثة مجموعات:
  1. مجموعة واثقة تماماً فى آرائهم المخالفة للمجموعة.
  2. مجموعة كانوا فى حالة توتر واضحة ولكنهم تمسكوا بوجهة نظرهم.
أما الباقون اللذين وافقوا باقى المجموعة على الإجابة الخاطئة تم تصنيفهم إلى ثلاثة مجموعات أخرى:
  1. مقتنعون أن الأغلبية تكون على صواب معظم الوقت.
  2. غير واثقين من أنفسهم وبالتالى تم التأثير على حكمهم على الأمور.
  3. يعلمون أنهم على صواب ولكن قاموا بترديد الإجابة الخاطئة لتلافى أن يكونوا مخالفين لرأى المجموعة.

كذلك تم التوصل إلى نتيجة أخرى هامة، وهى أن وجود ثلاثة حلفاء فقط يرددون الإجابة الخاطئة يقوم بنفس التأثير على النتائج الذى يقوم به أى عدد أكبر من ذلك، أى أن ترديد الكذبة ثلاثة مرات فقط يكفى تماماً ولا داعى لأكثر من ذلك. كما ذكرنا من قبل تم عمل تنويعات مختلفة على التجربة لدراسة التأثيرات المتعددة، وللتعرف على تفاصيل أكثر يمكن قراءة الوصلات الموجودة فى نهاية الموضوع. جدير بالذكر أيضاً أنه تم توجية الكثير من النقد لتلك التجربة المخيفة، مثلاً أن المشاركين بالتجربة كان معظمهم من الشباب الذى يسهل التأثير عليه وليس من كبار السن الأكثر نضجاً، وقد كان من الطبيعى توجية مثل تلك الإنتقادات الواسعة للتجربة بسبب نتائجها الصادمة.


- ربط النتائج بقراءة للواقع -
المتمعن فى قراءة نتائج تلك التجربة يستطيع بسهولة الربط بينها وبين الكثير من الأحداث اليومية التى يراها فى حياته. كما رأينا تكمن خطورة تلك التجربة فى نتائجها، فمن كان يصدق أن تلك النسبة المخيفة قامت بالتنازل عن رأيها تماماً فى مقابل رأى الأغلبية؟ وهل يعنى ذلك وجود إمكانية إستخدام التأثير المنتظم المتكرر للتحكم بآراء شخص أو مجموعة ما على نطاق أوسع؟ هل تذكر أيام الثورة صراخ المتصلين بكل القنوات الفضائية فى نفس الوقت من البلطجية اللذين سيلتهمونهم أحياء وكيف كان تأثير ذلك على العامة؟ حتى لو نظرنا إلى الجانب المغاير، فاللذين يهاجمون الثورة أنفسهم يرون أنها كانت بتخطيط جهات ما قامت بنشر الفكرة والتأثير على الناس وتحريكهم فى نفس الوقت. كيف أصبح الجميع يرى البرادعى فى خائناً فجأة فى وقت ما، وأنه "ساعد أمريكا على دخول العراق" إلخ، رغم أن حقيقة الأمر هى عكس ذلك بالضبط؟ كم كذبة تعتقد أنه تم نشرها بيننا من قبل وإعتبارها حقيقة واقعة فقط لأنها تم ترديدها أمامنا عشرات المرات لغرض ما فى نفس أحدهم أو بعضهم؟

أنظر إلى آراء الناس فى الجماعات السياسية، هناك من الجماعات من كان المجتمع المصرى يلفظهم قديماً، لكنهم أصبحوا الآن "قوم طيبون يريدون مصلحة الجميع"، وهناك جماعات آخرى كانوا أبطالاً ومناضلين، أصبحت الغالبية العظمى تنظر لهم أنهم "خونة" بدون أى سبب منطقى، كيف إنتشرت تلك الآراء بين الناس هكذا؟ ما هو العامل المساعد على نشرها سوى كثرة الزن المنظم، والذى يؤدى إلى بدء دحرجة كرة الثلج، ثم تتضخم الكرة آلياً كلما إنتشر الكلام بعد ذلك بسبب كثرة تكراره بين الناس؟ هل تجرؤ على مخالفة تلك الآراء المنتشرة بين أقرانك، أم أنك تصمت، بل وتحاول أحياناً أن تتوافق مع ما تسمعه بسبب الضغوط المحيطة، فتصبح أنت شخصياً إضافة جديدة لكرة الثلج المستمرة فى الدحرجة والتضخم؟


- مضاعفات -
لقد أدرك الجميع تأثير تلك الألعاب النفسية مبكراً، حتى هؤلاء العاملين بمجال التسويق، والأخطر حدث حينما قامت مئات من الجماعات ذات الإتجاهات المختلفة بإستخدامها ضدنا خلال الأعوام الماضية، سواء من خلال محطات فضائية تنشر الثقافة الغربية بشكل لا يتوقف كما يحدثنا د. أحمد خالد توفيق فى إحدى مقالاته عن أن أى مراهق مصرى يشاهد التلفاز الآن يدرك تماماً مدى بشاعة أن تكون الفتاة بلا شاب يصطحبها ليلة البروم(!)، أو على الجانب الآخر الجماعات الأخرى -وهى الأكثر تأثيراً- والتى تنتشر محلياً بين الناس لتقوم بالـ"زن" عليهم بهدف نشر بعض الأفكار لغرض ما، فهناك المئات من الظواهر التى لو نظرت حولك جيداً وحاولت قراءة ما بين السطور ستفهمها فى ضوء تلك التجربة، كإنتشار ملابس معينة بين الناس بكثافة خلال الأعوام الماضية، أو كظهور أفكار متطرفة غريبة على مجتمعنا وإنتشارها كالنار فى الهشيم رغم تأكيد الجميع أن هذه الأفكار ليست من داخلنا، إلخ، لكن خطورة هذا الأمر للأسف لا تتوقف عند مجرد نشر الشائعات.

يحدثنا د. فرج فودة فى كتابه "الإرهاب" تحت عنوان "الشائعات والطلقات" قائلاً:
لو قدر للمتطرفين أن ينشئوا مدرسة للإرهاب، لكان الدرس الأول فيها "لا تتسرع بإطلاق الرصاص، وابدأ أولاً بإطلاق شائعة، وتعمد أن تكون فجة ومثيرة، وأسهل الشائعات أن تتهم الضحية بتمزيق المصحف أو بدهسه بالأقدام، أو بأنه شتم سيدنا الحسين، أو أنه يتباهى بالكفر والإلحاد، أو بأنه شتم الدين الإسلامي، وسوف تنتشر الشائعة كالنار فى الهشيم، وبعدها لك أن تقدم آمنا مطمئاً على إطلاق النار، وسوف تجد طريقك ممهداً، وإرهابك مؤيداً، فأنت أمام الرأي العام، مدافع عن الإسلام، ومنتقم ممن داس المصحف بالأقدام، أو شتم سيدنا الحسين."

كيف تقوم بتجهيز الوعى العام لتقبّل أى حدث كان فى الظروف العادية سيرفضه؟ يحدثنا الكاتب بأمثلة أحداث واقعية عن تشكيل الوعى العام عمداً لكى يتقبل الأحداث المدمرة قبل القيام بها، وذلك عن طريق إطلاق بعض الشائعات المدروسة خلال الأبواق الخفية للجماعات قبل الحدث الطائفى مباشرة، وأحياناً أخرى قبلها بفترة طويلة لو كانت العملية المخطط لها ذات وزن ثقيل، مثل شائعة مدروسة تم نشرها عمداً عن قيام الأطباء الأقباط بتعقيم النساء المسلمات، وذلك قبيل أحداث الزاوية الحمرا الطائفية الشهيرة فى بداية الثمانينات، وأخرى عن أن الولايات المتحدة تقوم بتصدير "فراخ سامة" لمصر تأثير سمها لا يظهر سوى بعد 10 سنوات، وذلك للتمهيد لعملية هجوم إرهابى مسلح على سيارة تحمل دبلوماسيين أمريكان تم القيام بها بعد نشر الشائعة بفترة قصيرة، وفى كل مرة فإن رد الفعل الشعبى فى إستنكار الحادث الأليم يكون أقل بكثير من المتوقع وذلك لأن الوعى العام تم تهيئته مسبقاً ((عن عمد)) بنشر الشائعة، وأصبح بالتالى الحادث الإرهابى الذى يليه هو نوع من الإنتقام الإلهى الذى يثلج صدر العامة، وليس كارثة يجب الوقوف ضدها ومهاجمتها.

فى جزء آخر من الكتاب يحدثنا الكاتب عن كيف أن الشعب أيام حكم جمال عبد الناصر كان يتغاضى تماماً عن تعذيب معتقلى الجماعات الدينية فى السجون، وذلك لأن وعيه كان مهيئاً تماماً لفكرة إن هؤلاء جميعاً ما هم إلا مجموعة من القتلة يريدون تدمير المجتمع وبالتالى لم يكن يدافع عنهم أحد نهائياً. كل هذا لأن الماكينة الإعلامية وقتها من صحف وراديو كانت فى يد طرف واحد هو الحكومة، وبالتالى كان ما يترسخ فى ذهن الناس هو ببساطة ما أرادت الحكومة وقتها ترسيخه، هؤلاء جميعاً شياطين نحاول حمايتكم منهم، بالطبع لم تميّز المعتقلات بين الإرهابى الحقيقى أمثال شكرى مصطفى، والملتزم الغلبان والذى أوقعه حظه العاثر مع مخبر أراد إسعاد رئيسه فى العمل بضحية جديدة، لكن من ينشغل بتلك التفاصيل على أى حال؟

والآن ماذا يفعل الطرف الآخر وهو جماعة منظمة وقد أدرك قواعد اللعبة، بينما ليس لديه سلاحاً إعلامياً يمكّنه من التلاعب بوعى الناس؟ بسيطة، سيقوم بإحتلال المجتمع من أسفله عن طريق الإنتشار على الأرض بين الناس وترديد الكلام الذى يريد ترسيخه فى أذهان الناس مراراً وتكراراً، وبالتالى أصبح يمتلك ماكينة إعلامية أقوى مئات المرات من ماكينة الحكومة البالية التى مازالت تخاطب الناس من برجها العاجى، فالطرف الآخر هذا هنا يخاطب ذهنك مباشرة وهو جالس على المكتب المجاور لك فى العمل، أو على الكرسى المقابل لك فى القهوة وهو يحتسى معك كوباً من الشاى، وليس من خلال شاشة فى قنوات لم يعد أحداً يشاهدها أو سطور فى جريدة لم يعد أحداً يشتريها. هكذا إنقلبت الآية تماماً وأصبح الجميع خلال بضع سنوات تالية يقف فجأة ضد الحكومة الفاجرة على طول الخط سواء كانوا على صواب أو على خطأ، تماماً كما كانوا يقفوا قديماً ضد المعتقلين ظلمة كانوا أو مظلومين!

تخيل لو أن هناك الآلاف من البشر منتشرون بيننا، ينتمون لجماعة واحدة، ومتصلون بعقل واحد يحركهم، هل تدرك مدى خطورة أن تصدر أوامر لهؤلاء جميعاً بنشر نفس الكلام والأفكار بين الناس فى نفس الوقت؟ ببساطة شديدة سيصبح كذبهم بين ليلة وضحاها هو الحقيقة المسلم بها والتى لا تحتمل النقاش! على سبيل المثال إذا كان لدينا مؤسسة متوسطة الحجم تتكون من 1000 شخص، وإتفق 20 منهم فقط على نشر نفس الكلام فى نفس الوقت بنفس الكثافة، ثق تماماً أن الكلام الذى سيقومون بنشره -أياً كانت مدى صحته- سيصبح بعد قليل من الوقت حقيقة لا جدال فيها ولا نقاش، ومن سيكذّبها سينظر له الجميع كمن ينظر إلى شخص مجنون، وسيطالبوه فى سخرية أن يثبت لهم صحة إدعاؤه الشاذ!


- خاتمة -
يحكى أحد طلبة الجامعات بالخارج تجربته مع "تجربة آش"، فيقول أنه أثناء مشاركته فى تلك التجربة لم يقتنع بإجابات الآخرين الخاطئة وكان مصمماً بشدة على رأيه، لدرجة أنه قام من مقعده وأحضر قصاصة ورقية صغيرة وقام بإستخدامها لقياس الخطوط ومقارنة أطوالها وإثبات للآخرين أنه على صواب وهم على خطأ، ففوجىء لاحقاً بإستدعاء الجامعة له لمقابلة الأخصائى النفسى لدراسة "حالته"، فبالنسبة لهم كان تصميمه الشديد على رأيه ورفضه أن يكون جزءاً من القطيع يمثل سلوكاً غريباً يستحق الدراسة، وكأن عدم موافقته على كلام الآخرين يشكل خطورة ما للمجتمع!

والآن إذا كان لك رأياً مخالفاً للمحيطين بك، هل ستجاهر به فى ثقة؟ أم ستصمت وتدفن رأسك كالنعام وتسير فى ركبهم كالغنم؟

القرار لك وحدك...


وصلات متعلقة بالموضوع:
The Asch Experiment

Asch Conformity Experiment (1/2)

Asch Conformity Experiment (2/2)

البرنامج؟ مع باسم يوسف - الزن على الودان (24 ديسمبر 2011)

أحمد خالد توفيق - عن مكدونالد والبطة دونالد

أحمد خالد توفيق - عن سوبرمان الجديد (1)

أحمد خالد توفيق - عن سوبرمان الجديد (2)

Social Rejection


المراجع: