27 ديسمبر 2013

فى فنّ الهرى: اللواء فى إطلاق الريح فى الهواء

الشركة الوطنية الدولية المهلبية للصناعات اللى تعجبك قوى ش.م.م
(دراسة حالة)


(مشهد 1)
غرفة مكتب فخمة شديد الإتساع، تحتوى على مكتب ضخم مهيب، بالإضافة إلى الكثير من الأرائك والكراسى الفخمة والتحف، ومائدة إجتماعات مستطيلة تقبع فى الجانب الغربى من الغرفة.

خلف المكتب الضخم يجلس شخص أشيب ذو كرش متدلى و يبدو عليه الخبرة –الرجل لا الكرش- ولكن رغم ذلك السن المتقدم فإن نظرات عينيه يبدو فيهما بريق من حماس الشباب. يظهر لنا الرجل ممسكاً بإحدى المجلات الإنجليزية التى إعتاد قضاء وقته أمامها فى الصباح أثناء شرب فنجان القهوة الخاص به.

“Latest studies conducted in over 200 organizations have proven that getting rid of negative energy on daily basis by means of employee group activities can increase the productivity amongst employees by up to 40% more.”

إعتدل الرجل فجأة فى جلسته وبدا عليه إهتمام شديد، ولكنه رغم إهتمامه لم يكمل القراءة، فقد إعتاد وهو المدير العام لتلك المؤسسة العريقة على أسلوب الفهلوة و "لقطها وهى طايرة"، وهذا الذى أوصله لذلك المنصب الذى لم يعد ينازعه عليه أحد بعد كل تلك السنوات من الخبرة حتى أصبح هو وذلك الكرسى ككتلة واحدة، لذلك فقد طوّح المجلة جانباً وقام بضغط أحد الأزرار فى مكتبه قائلاً بحزم:

"ماجدة...إجمعيلى كل المديرين بسرعة...بلغيهم إن فيه ميتينج مهم جداً معايا خلال ربع ساعة بالكتير."



(مشهد 2)

نفس الغرفة حيث يجلس المدير العام مع كبار مديرى الشركة حول مائدة الإجتماعات الكبيرة. يمسك كلاً منهم بقلم فى وضع الإستعداد للكتابة على الأوراق الموضوعة أمامهم، راسمين على وجوههم نظرة الطالب الدحيح الذى يحاول كتابة كل ما يقوله المدرس...

- المدير العام: انا جمعتكم النهاردة عشان موضوع مهم جداً، انا لاحظت إن الجو العام فى الشركة يفتقد للحماس، الموظفين والعمال وكل الناس داخله الصبح قرفانة ومعندهاش روح الإقبال على العمل خالص، فأنا إهتميت بالموضوع وبحثت فيه ولقيت إن أحسن طريقة هى إننا نعمل نشاطات جماعية مشتركة للشباب بتوعنا بشكل يومى ثابت ولو لمدة نص ساعة حتى، بحيث نساعدهم على إخراج الطاقات السلبية اللى عندهم وده هيخليهم مبسوطين ويقبلوا على العمل أكتر خلال اليوم، ها اية رأيكم؟



- مدير مـ**ـص 1: دى فكرة ممتازة يا أفندم! فعلاً الموظفين عندهم إحباط عشان مش بيعملوا نشاطات يومية بره الشغل.



- مدير مـ**ـص 2: فكرة رائعة وبتصب فى مصلحة ولادك كالعادة يا أفندم، وكالعادة برضة بنتعلم من حضرتك إزى نهتم بالناس بتوعنا ونخليهم هما الأولوية فى أى قرار بناخده...إحم...بعد الرجوع لحضرتك فيه طبعاً.


- مدير مـ**ـص 3: انا مع حضرتك قلباً وقالباً. طب ايه رأى حضرتك نعمل دورى كورة وشطرنـ...

- المدير العام (مقاطعاً): لأ لأ سيبك من التفاصيل انا ورايا حاجات كتير النهاردة، انا عايز كل واحد فيكم ينفذ الفكرة فى إدارته وييجى بس يقولى النتيجة اللى هو وصل لها مع الناس بتوعه بعد أسبوع من النهاردة. تقدروا تتفضلوا.



(مشهد 3)
مدير مـ**ـص 1: مجتمعاً فى غرفة مكتبه بفريقه...

مدير مـ**ـص 1: ...وعشان نزود من طاقتكم الإيجابية انا أقترح إننا نعمل نص ساعة نفضل نتف فيها على الشجر فى الجنينة، وكل واحد فيكم يتخيل الشجرة اللى قدامه أكتر شخص بيكرهه فى العالم.

موظف مـ**ـص 1(محدثاً نفسه): وانا هتف على مين غيرك يابن الـ...

مدير مـ**ـص 1: بتقول حاجة يا مجدى؟

موظف مـ**ـص 1: لا يا أفندم بقول دى فكرة رائعة، انا أساساً بقعد أتفتف طول اليوم لوحدى على سبيل التسلية.

مدير مـ**ـص 1: ها اية رأيكم؟ لو حد عنده إقتراحات تانية يقول انتوا عارفين انا بحب أسمعكم.

موظف مـ**ـص 2: انا شايف إنها فكرة عبقرية، ممكن كمان كل واحد فينا يلزق صورة مراته أو حماته على الشجرة عشان يتف بقلب كده.

موظف مـ**ـص 3: إحنا ممكن كمان نقسم الأرض مسافات ونعمل مسابقة أبعد تفه.

مدير مـ**ـص 1: هايل! انا سعيد جداً بالحماس اللى عندكم ده، هنبدأ من النهاردة إن شاء الله.



(مشهد 4)
مدير مـ**ـص 2 مجتمعاً فى غرفة مكتبه بفريقه...

- مدير مـ**ـص 2: ...وبناء عليه، انا أقترح إننا كل يوم الصبح أول ما نوصل الشغل، هنقف فوق سطح المبنى وكل واحد يمسك إيد زميله اللى جنبه ونعمل ببى سوا فى نفس الوقت.

- موظف 1: أفندم؟!

- مدير مـ**ـص 2: خير يا محمود؟ انا شايفك قاعد أصلاً باصص بإستهتار كده للكلام من ساعة ما بدأنا الإجتماع، ودلوقتى بتسأل بإستنكار، فيه حاجة؟

- موظف: يا أفندم إيجابية اية اللى حضرتك بتتكلم عنها دى؟ مانتوا عارفين الناس متضايقة وقرفانة ليه، الناس مسحولة فى الشغل ومعندهاش تأمين ولا بتقبض كويس وبتتعامل معاملة زى الزفت و...

مدير مـ**ـص 2 (مقاطعاً بإنفعال شديد): إنت هتفضل طول عمرك كده، إنسان سلبى رافض التطوير، لو كان تفكيرك إيجابى كنت تعاونت وساعدت فى تطوير المؤسسة العظيمة اللى انت شغال فيها، لكن مفيش فايدة وكل مره أديلك فرصة عشان تصلح من نفسك مش بتستغلها.

- موظف: يا أفندم بس ده...

مدير مـ**ـص 2 (مقاطعاً فى غضب): خلاص خلص الكلام متضيعش وقت الإجتماع سيب زمايلك يتكلموا، اية رأيكم؟

موظف مـ**ـص 1: فكرة ممتازة، انا هشرب صاروخين بيبسى الصبح وانا جاى فى العربية أساساً.

موظف مـ**ـص 2: انا هجيب دوا مدر للبول ليا ولزمايلى كل يوم، انا كمان بقترح إننا نقسّم الأرض مسافات ونشوف مين فينا هيجيب أكبر مسافة وياخد جايزة تقديرية بسيطة.

موظف مـ**ـص 3: هتعاون مع زمايلى حتى آخر نقطة يا أفندم، بس انا عندى سؤال، هو إحنا لو كنا ماسكين إيدين بعض إزاى هنـ...

مدير مـ**ـص 2: مش عايزين نتكلم فى تفاصيل فردية، انا بحب أسيب مساحة للكريتيفيتى لكل واحد عشان يبدع، إتصرف وأبدع بقى، ولا إنت عايزنى آجى أقول لك تعمل ببى إزاى كمان؟

يضحك الفريق بشدة على قفشات المدير اللطيفة...



(مشهد 5)
مدير مـ**ـص 3 مجتمعاً فى غرفة مكتبه بفريقه...

مدير مـ**ـص 3: نص ساعة Meditation كل يوم فى المكتب على الأرض، تصفّى النفس وتجيب لكل واحد الـInner Peace اللى محتاجه، واللى هيتحرك من مكانه خلال النص ساعة هياخد على قفاه...
...



(مشهد 6)
غرفة المدير العام فى إجتماع مع المديرين بعد أسبوع...

مدير مـ**ـص 1: التجربة كانت ممتازة يا أفندم وجابت نتائج رائعة، والأسبوع ده حققنا زيادة فى المبيعات أكتر بـ20%.

مدير مـ**ـص 2: التجربة يا أفندم كانت ناجحة نجاح شديد، وكشفت لنا عن بعض الموظفين السلبيين اللى كانوا بيعرقلوا التطور فى الشركة وطردناهم عشان إحنا مش هنسمح لحد ينشر السلبية داخل الشركة بعد النهاردة.

مدير مـ**ـص 3: إحنا الموظفين عندنا بقوا بيتمتعوا بهدوء داخلى وإيجابية رهيبة يا أفندم من يوم ما نفذنا فكرة حضرتك الرائعة.

المدير العام: انا فخور بكم جداً وبعتبركم دراعى اليمين فى كل حاجة وبعتمد عليكم فى تطوير وتحسين المؤسسة دى دايماً وإنتم بتثبتوا لى كل مرة إنكم أهل للثقة، انا هبلغ ماجدة تعمل لى ورقة بمكافأة 3 شهور لكل واحد منكم.



(مشهد 7)
نفس المدير العام نراه يجلس فى نفس المكان، ممسكاً بإحدى مجلات المنوعات، وعيناه تطالعان الصور والعناوين فى رشاقة...

"لقد ساعدنى الرقص الشرقى منذ طفولتى على إخراج جميع طاقاتى الكامنة، وكم أتمنى أن يمارس الجميع الرقص الشرقى فى كل مكان حتى يخرجوا طاقاتهم مثلى."
- الراقصة صافينار

يعتدل الرجل فى جلسته فجأة ويبدو عليه الإهتمام الشديد...

== تمت ==

26 يوليو 2013

لماذا لن يموت الشيطان



(1)
لأن القط توم لن يتمكن من قتل الفأر چيرى أبداً، هذا سيؤدى إلى إختلال موازين الكون بكل تأكيد...!


(2)
هل تراه؟ إنه هناك، هو عدوّك اللدود، يتربص بك ويريد القضاء عليك إذا تمكن منك...
تقول أنك لا ترى شيئاً؟ لابد أنه ماهر حقاً! سيقضى عليك حتى أسرع مما توقعت. مازلت لا تراه حتى الآن؟ يالك من طفل أحمق مصاب بالعمى!
إذهب للإختباء هناك بسرعة! بل هناك! هل تسمع خطواته؟! هو قادم فى طريقه ليدمّرك بلا شك!
حسناً، أرى أنك بدأت تشعر بوجوده الآن، بدأت ترى آثاره وتسمع خطوات أقدامه، بدأت تراه فى خيالك وحشاً كبيراً يريد إلتهامك، بدأت تخافه، الآن بدأت تفهمنى...


(3)
إن الإنسان بطبيعة تكوينه يحتوى على طاقة سلبية خرافية يجب أن يقوم بتفريغها فى أحد الإتجاهات حتى يستقر نفسياً، ومن هنا نكتشف أنه هناك دائماً شيطان خاص بكل جماعة، وحسب كل بلد وكل ظرف سياسى، حتى يستطيع الإنسان تفريغ تلك الطاقة السلبية تجاهه. قد يزداد عدد الشياطين عن واحد فى حالات نادرة جداً، ويتم ضمهم فيها تحت مظلة واحدة لتوحيد قِبلة الكراهية فى إتجاة واحد. بحثت فى اللغة العربية ولم أستطع الوصول إلى لفظ يصف ما أتحدث عنه، ولكن أعتقد أن الكلمات الأقرب موجودة فى اللغة الإنجليزية وهى كلمات Archenemy أو Nemesis.

nem-e-sis
  [nem-uh-sis]
noun, plural nem-e-ses  [nem-uh-seez].
1. something that a person cannot conquer, achieve, etc.: The performance test proved to be my nemesis.
2.
an opponent or rival whom a person cannot best or overcome.

الحقيقة أننا بحاجة إلى الشيطان، لابد من وجود كيان ما تكرهه حتى تستمر فى الحياة، هو نوع من الإتزان الكونى الطبيعى الذى لن تفهمه أبداً. نجد أنه حتى الديانة المسيحية -وهى دين المحبة الذى لا مكان فيه لكلمة الكراهية- لم تتمكن من إنكار أو كبت تلك الطاقة السلبية التى يبدو وكأنها تولد مع الإنسان، بل تم توجيهها بالكامل تجاه كيان (عدو الخير) الذى يقوم بإغواء الإنسان بإستمرار ليفعل الخطايا. 

فى رواية 1984 العبقرية للكاتب چورچ أورويل، نجد أن شيطان الرواية هو "جولدشتاين" عدو الشعب رقم 1، وهو –بحسب الرواية- شخص كان من أعضاء الحزب الداخلى ثم أنقلب على الحزب، وأسس تنظيم سرى يحاول عن طريقه هدم كيان الدولة. فى الرواية -وبطريقة چورچ أورويل العبقرية- يصف لنا كيف أنه كانن الحكومة تُخصص وقت يومى بشكل منتظم يسمى دقيقتان الكراهية (Two Minutes Hate) حيث يقف الجميع أمام شاشة بها صورة جولدشتاين عدو الدولة، ويقوم الجميع بالصراخ وإلقاء الأشياء ناحية الشاشة لتفريغ كراهيتهم.

فى نهاية الرواية وأثناء تعذيب بطل الرواية "وينستون"، يعرض عليه معذبوه أن يجيبوه على أى سؤال يريد أن يعرف إجابته، فيطلب البطل من معذبيه أن يعرف: هل جولدشتاين هذا حقيقى أم هو أكذوبه إخترعها الحزب؟ فيرفضون إجابته على هذا السؤال بالذات.

Winston: Does the Brotherhood exist?
O'Brien: That, Winston, you will never know. If we choose to set you free when we have finished with you, and if you live to be ninety years old, still you will never learn whether the answer to that question is Yes or No. As long as you live it will be an unsolved riddle in your mind.

كذلك تعرض لنا الرواية حالة الحرب المستمرة بين الدولة العظمى التى يعيش بها بطل الرواية (أوشيانيا) وإحدى الدول العظمى الأخرى أياً كانت (شيطان آخر خارجى) فى لعبة لا تنتهى أبداً من التقدم والتقهقر والمناوشات، لابد من وجود عداوة كبرى ما، لابد.


(4)
لو أسقطنا الأمر على الساحة السياسية الآن فالشيطان أصبح هو الإخوان المسلمين، بينما من سنة كان الشيطان هو المجلس العسكرى، وقبلها بسنة أخرى كان نظام مبارك والحزب الوطنى. أعط الناس شيطاناً يكرهوه، إياك أن تحاول خنق الطاقة السلبية وإلا سيحدث إختلال عقلى مؤكد، بل قم بتوجيهها حسبما شئت لمصلحتك الشخصية. إخلق عدواً خارجياً ما لتوحّد الناس ضده تحت رايتك. حتى لو شاءت الصدف أنك كنت عدواً قديماً لهم فى الماضى فبمجرد خلق الشيطان الجديد يتم تفعيل مبدأ "انا وأخويا على إبن عمى إلخ..." أوتوماتيكياً وتتجه طاقة الكراهية إليه.

الشيطان هو النادى الأهلى إن كنت زملكاوياً والعكس صحيح، هو تونس فى كرة القدم إن كنت مصرياً عموماً، هو الإخوان فى أيام حُكم عبد الناصر، هو إسرائيل فى أيام حُكم السادات، الشيطان هو - فى محل عملك - ذلك القِسم الآخر اللعين الذى لا يسمح لك أن تخطىء أمامه "لأنهم عدونا اللدود وسيصطادون أخطائنا ويفضحونا فإحترس منهم"!


(5)
هل ترى الشيطان المتربص بك؟ هو يريد تدميرك...
فإحترس...
وأدخل تحت مظلتى وتوحّد معى...
حتى أحميك منه...
انا ملاذك وحمايتك...
انا الأخ الأكبر...


(6)
"Deep in my heart I know Osama bin Laden is on the run, if he's alive at all. Who knows if he's hiding in some cave or not; we haven't heard from him in a long time. And the idea of focusing on one person is -- really indicates to me people don't understand the scope of the mission. Terror is bigger than one person. And he's just -- he's a person who's now been marginalized.
George W. Bush
Press Conference - March 13,2002
"فى أعماق قلبى انا أعرف ان أسامة بن لادن إن كان حياً فهو حر طليق. من يعلم إن كان يختبىء فى كهف أم لا؟ فنحن لم نسمع منه منذ فترة طويلة. وفكرة التركيز على شخص واحد توضح لى حقاً أن الناس لا تفهم هدف تلك المهمة. الإرهاب أكبر من مجرد شخص. أما هو فمجرد شخص تم الآن تهميشه."
چورچ واكر (دبليو) بوش
من مؤتمر صحفى أقيم فى 13 مارس 2002


(7)
"سفن حربية أمريكية ترسو قبالة سواحل مصر"
الصحف والقنوات العاملة لحساب النظام السابق وقت إشتداد الإحتجاجات ضد النظام
الخامس من فبراير 2011


(8)
“Mankind, that word should have new meaning for all of us today. We can't be consumed by our petty differences any more. We will be united in our common interest.
We will not go quietly into the night! We will not vanish without a fight! We're going to live on, we're going to survive. Today we celebrate our independence day!”
President Thomas Whitmore – Independence Day (Film – 1996)
"الجنس البشرى، تلك الكلمة يجب أن يكون لها معنى جديد لنا جميعاً الآن. لا يمكن أن نسمح لخلافاتنا التافهة أن تستهلكنا بعد الآن بل سنتوحّد تحت راية مصلحتنا المشتركة. لن نضيع ونحن صامتون، لن نختفى بدون معركة، بل سنستمر فى الحياة، وسننجو. اليوم، نحتفل بيوم إستقلالنا..."
الرئيس الأمريكى توماس ويتمور
الخطبة الحماسية الشهيرة من فيلم يوم الإستقلال (1996)، بعد توحّد أهل كوكب الأرض ضد إحتلال الكائنات الفضائية!!!

اندرو چورچ
26/07/2013

10 يوليو 2013

لما كان البحر أزرق

لما كان البحر أزرق والنجوم لسه فى مكانها
وطيور بتحلم فوق الشجر كل يوم
لما كان ممكن أصدق إن السعادة كلمة واحدة
ماكنتش أقدر أقرا مابين السطور
كنت عايشة مابين ايديك كنت السراب تحت سماك
وكان هناك البحر أزرق لكن فى يوم كان لازم ابدأ
أعيش حياتى وأخلق لذاتى كيان

إديتها سنين حياتى إديتها كل حاجة
علمتها تجاربى؛ الحب السعادة
الصبح سافرت وسابت لى ورقة: هختار طريقى
الشمس طلعت وهى بعدت
وانا وحيد

كنت عايشة مابين ايديك كنت السراب تحت سماك
وكان هناك البحر أزرق لكن فى يوم كان لازم ابدأ
أعيش حياتى وأخلق لذاتى كيان
تاهت ملامحي بين ملامحك حتى أفكارى وخيالى
حتى أحلامي وإرادتى
كنت نور وكنت ضلك
وإكتشفت من تجاربك اللى يوم علمتها لى
انى لازم أكون انا علشان أحبك انت وألمس بنفسى

إن لون البحر أزرق
وإن النجوم لسه فى مكانها
وطيور بتحلم فوق الشجر كل يوم
لأنى تانى إزاى أصدق إن السعادة كلمة واحدة
لكن هدوّر وأقرا مابين السطور
كنت عايشة مابين ايديك كنت السراب تحت سماك
وكان هناك البحر ازرق
لكن فى يوم كان لازم ابدأ أعيش حياتى وأخلق لذاتى كيان

إديتها سنين حياتى إديتها كل حاجة
علمتها تجاربى؛ الحب السعادة
الصبح سافرت وسابت لى ورقة: هختار طريقى
الشمس طلعت وهى بعدت
وانا وحيد

                                                       
كلمات: هانى زكى
ألحان وتوزيع: هانى شنودة


إستماع:
https://soundcloud.com/a-kamal/jb4lk8bv9wf8

فيديو:
http://www.youtube.com/watch?v=2NKCVa6u8Nc

15 مارس 2013

داخل رؤوسهم (1) : يوسف المنسى درويش



"مشكلتك إنت وأمثالك من الهاموش والهلافيت، إن بتيجى عليهم لحظات بيتصوّروا إنهم حاجة. الحقد والغلّ اللى جواكم هو اللى بينفخكم ضد أسيادكم. لكن لأنكم جهلة، مغرورين، مش قادرين تفهموا إن طبيعة الكون نفسه لا يمكن تديكم الفرصة أبداً إنكم تفسدوا علينا حياتنا. جرابيع! الحقد اللى جواكم لا يمكن يغيّر نظام الكون..."

نظام الكون؟ عن أى نظام كون تتحدث؟ هل تعتقد أيها الغبى أننى جئت إليك فى فيلتك الخاصة طامعاً فى أموالك بعد كل ما حدث لى؟ قد تكون أصبت فى نقطة الغلّ، فكم أحمل منه الآن تجاه أمثالكم الذين يظنون أنفسهم ملكوا الأرض ومن عليها، لكن لا الأرض، ولا هى ملكاً لكم، لذا لن أتركها لك أيها الرخيص ذو البذلة الأنيقة!

نعم، هى، لسبب ما تحوّلت تلك المرأة إلى رمز لكل شىء تبقى لى وتحاولون بإستمرار أن تسلبونى إياه، حياتى التى لم أفهم هدفاً لها، ما تبقى من كرامتى، أحلامى التى لا أحتكم على أى شىء سواها، لن تقوموا بأخذهم منى يا أوغاد، سأحيل حياتكم جحيماً قبل أن تتمكنوا منى، نعم منى انا وليس منها، لقد أصبحت هى وأنا شىء واحداً لن أسمح لكم أن تنالوه.

"انا فاتنى قطارات الدنيا كلها، عارفة حضرتك وانا صغيّر، فاتنى قطر اللعب مع العيال الصغيّرين، ولما كبرت شوية ورحت المدرسة، يادوب إتشعبطت فى السبنسة بتاعة التعليم، عارفة شقاوة الشبان؟ القطر بتاعها عدى علىّ من غير ما يهدّى، وآدينى دلوقتى بشتغل فى السكة الحديد، قطارات كتير تعدى علىّ، ولا يعبرونى..."

انا لا أخلط الأمور ولا أقوم بربط أشياء لا يُعقل أن ترتبط معاً، فقط أنتم لستم انا، ولذا لن تفهمونى أبداً. لأسباب لا يفهمها أحد -وقد لا تفهمها أنت نفسك- قد يتحوّل أى شىء فى حياتك إلى رمز لأشياء أخرى تجد نفسك تتشبث بها حتى الموت، قد تحزن شهوراً إذا ضاعت منك تلك الميدالية التى أعطاها لك والدك قبل وفاته، هى لم تعد مجرد قطعة رخيصة من المعدن بل صارت رمزاً للحب والرعاية وكل شىء، عندما تفقدها فأنت تفقد كل تلك الأشياء بلا شك، وأنت أصلاً قد لا تمتلك غيرها، لذا تتعلق بها كمن يتعلق بقطعة خشبية فى عرض المحيط، لكن الآخرين سينظرون لك فى إستخفاف ولن يفهموك، لن يفهموك أبداً.

سيتهمونى بالجنون أننى جئت فى مواجهتهم وحدى وأنا لا أمتلك شيئاً سوى الغلّ الذى ذكره هذا المغرور. فى الحقيقة لن أهتم كثيراً لو كنت تمتلك سلاحاً آلياً بينما أواجهك انا حتى ولو بسكين مطبخ! صدقنى لن أهتم كثيراً، حتى وإن تسنت لك الفرصة أن تطلق علّى رصاصاتك القاتلة تأكد أننى سأكون راضياً سعيداً عندما أموت وانا أشق بطنك أو أقتلع عينك فى لحظاتى الأخيرة، سأموت انا، وسيظن الجميع أننى أحمق خاسر لأننى لم أحسب فرق القوى جيداً، لكن الحقيقة أننى مت، بينما أنت ستعيش أسوأ أيام حياتك إما ترى الحياة بنصف عين أو ممضياً أوقاتاً لطيفة فى المشفى مع الأطباء بينما يحاولون إعادة طُحالك إلى مكانه الصحيح، وحتى لو فشلت فى ذلك، من يهتم على أى حال؟ على الأقل لن أعيش باقى حياتى مطأطى الرأس متذكراً هزيمتى، بل سأموت، سأختفى، سأتلاشى، وانا راضياً شاعراً أننى فعلت ما كان يجب فعله. أرجوكم، لا تسمعونى مواعظكم الفارغة عن التعقّل والتروّى فى التفكير، أكررها: أنتم لستم أنا، بالتحديد لستم أنا فى هذا الموقف.

لكن...تلك أشياء لن يفهمها غيرى بالطبع.

"يا أخينا!"

الفرار...الفرار...سأضعها على متن ذلك القطار وليكن ما يكون بعدها، انا لست بطلاً وسيماً لتلك الأفلام الأجنبية التى كنت أشاهدها فى السينما، ولا انا من الشهامة والمروءة التى تجعلنى "أضحى بحياتى فى سبيل سيدة لا أعرفها" كما تصفون الموقف بنظرتكم السطحية، كل ما فى الأمر أننى لست أنقذها هى، بل أنقذ نفسى، عندما ترحل وتصبح فى أمان سأكون حققت ما أريده، سيكون كل ما تبقى لى فى العالم بعيداً، فى أمان، بعدها فليحترق باقى العالم.

فقط...إرحلى!

"هما طلعولك؟ طلعولك ها؟؟ رد علىّ يا منسى!"

أندرو جورج
15-03-2013