27 يوليو 2017

المتاخدين

بيزنّوا فى ودنه بكلام كتير عن Game of Thrones، يبقى لما يتفرج عليه يشوفه أحلى مسلسل فى الكون (واللى ينتقد يبقى شاذ وغريب). بيقولوا قدامه كتير إن فيلم ما أخد أوسكار، يبقى الفيلم ده أعظم فيلم نزل فى التاريخ (واللى ينتقد يبقى شاذ وغريب). بيشوف بوستات كتير عن جمال وحلاوة النوتيلا، يبقى النوتيلا دى أبدع شىء فى الوجود (واللى ينتقد يبقى شاذ وغريب). بيسمع الناس بتتغنى بجمال فيروز، يبقى فيروز دى إلهة عنده (واللى ينتقد يبقى شاذ وغريب).

"المتاخدين"...كلامنا النهاردة -تانى- عن "المتاخدين".

المتاخدين هما اللى بيتاخدوا ورا أى publicity بتتعمل حواليهم، وبيجروا وراها وبيتأثروا بيها، خلطة مكلكعة من الرغبة فى الزياط، على الـconformity والرغبة فى عدم الإختلاف مع اللى باين قصادهم إنه رأى عام، على مركّبات نقص فى إنهم عايزين يبانوا بيفهموا، على قصور عقلى يمنعهم من تكوين رأى مستقل، على حاجات نفسية تانية انا لسه بحاول أفهمها.

انا هنا لا أنتقد نهائياً الناس اللى بتعشق الحاجة فعلاً حتى لو كانت مين ستريم، الناس اللى مخها شغال ولو ناقشتها بتلاقى لها وجهة نظر ممتعة فى أدق التفاصيل حتى لو انت مختلف معاهم فى التفاصيل دى تماماً. دى ناس لازم تُحترم. حتى انا لما بيعجبنى حاجة سواء مين ستريم أو لأ ببقى advocate مزعج جداً لها ولا كأنى شغال فى الماركتينج تيم بتاعها، ولما بسمع حد بيعيب عليها مثلاً ببقى مهتم جداً أتكلم معاه عشان أعرف ايه اللى معجبوش فيها وأفهم وجهة نظره إتكونت إزاى، وهل له وجهة نظر فعلاً ولا لأ.

بغض النظر عن إن اللى ذكرته ده يعتبر قواعد مطلقة، وإنى مش محتاج أنتقد أمثلة فرعية عشان أثبت القاعدة العامة، لكن خلينا نتسلى ونقول على سبيل المثال لا الحصر:
- الأوسكارز بيدخل فيها ألاعيب كتير جداً من شركات الإنتاج، بالإضافة إلى درجة من الـpolitical correctness فى إختيار الأفلام الفائزة تكاد ترقى لأن تكون فساد تام فى الإختيار.
- المؤسسات المنتجة بتدفع لصفحات الـcomics اللى فيها ملايين الميمبرز عشان يمطروا الناس بوابل من الكوميكس كل يوم عن مسلسلاتهم ومنتجاتهم عشان يدوك إيحاء إن الكون كله بيتفرج عليها أو بياكلها وانت الوحيد اللى لأ، فتروح تتفرج عليها أو تاكلها، وطبعاً لأنك متاخد هتتغنى بجمالها.
- حتى الـword of mouth على السوشال ميديا بيدخل فيها مصالح إعلانية مريبة، على سبيل المثال البوستات اللى بتظهر فجأة -من كذا شخص فى نفس الوقت- وبتقول "انا إكتشفت أبليكيشن فظيع يا جماعة إسمه شقلطنى مش عارف كان غايب عنى فين وبرقبة أوبر وكريم وبيعمل كذا كذا كذا واتبسطت منه موت موت موت (**مفيش أبليكيشن إسمه شقلطنى ده مثال فقط**).

حرروا عقولكم شوية، وتقبلوا حقيقة إن فيه واحد غلبان زيى من حقه يشوف حاجات مغايرة بسيطة زى (على سبيل المثال لا الحصر):
- الشكولاتة الفيريرو حلوة آه بس متستاهلش ربع تمنها، والنوتيلا لطيفة جداً بس فيه شكولاتات تانية برقبتها.
- مسلسل Game of Thrones شيق وممتع جداً فعلاً، بس فيه مسلسلات كتير أعمق وأحلى وأكثر تعقيداً وإمتاعاً منه.
- فيروز انا بعشق حتى صوت نَفَسها، بس ممكن وهى بتغنى تنشز فى حتة غصب عنها عادى، وانا لما هسمع النشاز ده هقول "ايه ده هى نشزت هنا ليه كده"، عادى يا جماعة!
- عمرو دياب بيكرر نفسه بشكل بشع وأغانيه القديمة إحنا بنحبها عشان هى جزء مننا مش أكتر. أما منير اللى كنا راسمينه فى خيالنا طلع مكانش موجود غير فى خيالنا، وبالمناسبة كان له أغانى كتير أقل من العادية برضه بس إحنا كنا بنعتبرها خارقة عشان it's منير، أما اللى موجود دلوقتى شبهه ده كائن فضائى معرفش جه من أنهى كوكب.
- فيلم Dunkirk حلو جداً، بس مهواش أحسن فيلم حرب إتعمل نهائياً، وفيه أفلام حرب تانية برقبته، وفيه أفلام كريستوفر نولان عملها أهم بكتير منه، رغم إنها مش أفلام ملحمية زيه.

ملخص يعنى للبوست ده: لو انت عاجبك أى حاجة عشان انت صاحب رأى فعلاً، حقك تماماً ورأيك يحترم وعلى راس الكل من فوق ونتشرف بمناقشتك. أما إذا كنت بتتاخد ورا كل المصانع والمبانى من قِبل كل المؤسسات تقريباً، إحنا مش كده، إحنا مش زيك، سيبنا بقى نـspeak our minds براحتنا لو سمحت.